دييغو مارادونا وكأس العالم 1986 لحظات لا تنسى ومعاناته مع الإدمان دروس للأجيال القادمة
كلنا نعرف أنه يضع وشما لإرنيستو تشي في أحد ذراعيه .. وبائع الطحين في اليد الأخرى ، وكان واحدا من زعماء العالم اللذين أهداهم فيديل علبة خشبية فاخرة تحتوي لفافات فاخرة برمتها النواعم في كوبا ..
دييغو مارادونا لم يكن على وفاق مع العم سام ، كان ثوريا منهاضا وكثيرون يعتبرونه شيغيفارا كرة القدم ، في 86 واجه أبناء العم سام في نهائيات كأس العالم ، سجل هدفا باليد فانتقده العالم بأسره ووصفوه بالمتحايل والنصّاب .. ليحمل الكرة وينطلق بعدها بدقيقتين ويفعل فعلته التي تعرفونها جميعا .. وسجل ذلك الهدف الذي بات مضرب الأمثال إلى اليوم !
عام 1994 أراد الاعتزال .. كان عم سام عامها ينظم كأس العالم ، هنري كسنجر رئيس اللجنة المنظمة كان يريد نجوما عالميين لكي يعطوا زخما إعلاميا لتلك البطولة وقتها ، لم يكن هناك نجوم أسماءهم بارزة في المنتخبات ، باجيو وروماريو في بدايتهما وابناء الجيل السابق اعتزلوا ومارادونا وزنه زائد وعلى وشك الاعتزال ..
مارادونا ؟ اتصلوا به فورا واطلبوا منه المجيء .. وامنحوه رخصة خاصة لتناول عقّار يساعده على زيادة لياقته البدنية ليلحق بالمونديال ويكون جاهزا حتى لو كان هذا الدواء محضور ويندرج ضمن قائمة المنشطات ..
بعد أول مباراة سجل فيها هدف أسطوري ، فهمت اللجنة المنظمة للمونديال أن كارثة حقيقية على وشك الوقوع ، أوّل عدو للعم سام في كرة القدم سيحمل كأس العالم في قلب بلاد العم سام ...
وهكذا تم إجراء اختبار للمنشطات ، وكان إيجابيا ، وحدث ما وصفه مارادونا قائلا " لقد قطعوا قدمي " ، وأحبط المنتخب الأرجنتيني الذي كان فيه اورتيغا وباتيستوتا في قمة توحشهما ، لو تأهلوا للنهائي باجيو سينام نائما ..
حياته كلها عاشها نصيرا للشعوب الفقيرة ، عاش في نابولي ونصر فقراء الجنوب على أثرياء الشمال ولعب في بوكا نادي الفقراء ، وعندما زار الفاتيكان وجد سقفه مطليا بالذهب والبابا يتحدث عن الفقراء فقاطعه " بيعوا السقف وأعطوا ماله للفقراء " ..
من السهل ان تكون ما تكون .. فز بما شئت أن تفوز .. إل دييغو يحدث مرة واحدة فقط في التاريخ ، مازال الرقم عشرة مرتبطا في أذهان الناس به .. وإذا انطلق من منتصف الميدان أحدهم وسجل هدفا سيقولون هدف على طريقة مارادونا ..
الرجل الذي عندما مات أقيمت له جنازتين في أكبر مدينتين يعيش فيهما الفقراء في العالم .. بوينس آيرس التي عبدته ذات يوم ؛ ونابولي .
تعليقات
إرسال تعليق